السلام عليكم ورحمة الله
قالوا:
أعظم كلمة هي الله .. أعمق كلمة هي النفس ..
أقوى كلمة هي الحق .. أوسع كلمة هي الصدق ..
أرق كلمة هي الحب .. أعز كلمة هي الأمل ..
أسرع كلمة هي الوقت .. أقرب كلمة هي الواقع ..
أحلى كلمة هي السلام .. أخر كلمة هي الموت ..
أغلى كلمة هي الأم .. أجمل كلمة هي التوبة ..
أصعب كلمة هي الكمال .. أحسن كلمة هي الوفاء ..
أجمل ما في الرجل الرجولة .. أجمل ما في المرأة الأمومة ..أجمل ما في الطفل البراءة .. أجمل ما في الليل الهدوء ..
أجمل ما في البحر الكبروت ...
ونقول: وفقاً لما ورد في كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ومن مصادر أخرى
اللَّهَ
"إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
اللَّهَ هو أكبر أسمائه سبحانه وأجمعها، حتى قال بعض العلماء:
إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره؛ ولذلك لم يثن ولم يجمع؛ وهو أحد تأويلي قوله تعالى
: "وهل تعلم له سميا" [مريم:65]
أي تسمى باسمه الذي هو "الله".
فالله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوجود الحقيقي، لا إله إلا هو سبحانه. وقيل
: معناه الذي يستحق أن يعبد. وقيل: معناه واجب الوجود الذي لم يزل ولا يزال؛ والمعنى واحد "" من كتاب الجامع لأحكام القرآن""
النَّفْسَ
"" وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ"" " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا""
إن النفس تحب الطعام أكثر من العادة، وإن كل نفس منفوسة، وقد سواها الله ، وبين لها فجورها وتقواها، [اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها]
وقال ابن عباس:
خابت نفس أضلها وأغواها.
وقيل: أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وصالح الأعمال، وخاب من دس نفسه في المعاصي
الْحَقُّ
"" الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ"" "" يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ""
"" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ""
جاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري حديث الشفاعة الطويل
"فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويحجون فيقال لهم أخرجوا منعرفتم)
والحق الحقيقي:
هو الموجود المطلق الغني المطلق؛ وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده
الصِدْقُْ:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
الصدق: خلاف الكذب وهو منجاة، وقد جاء في الحديث:
(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اللّه صديقا).
الحُبُّ:
" فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " " وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ "
لأن من شهد له محبوبه بالمحبة كانت محبته أتم، قال ابن عرفة:
المحبة عند العرب
إرادة الشيء على قصد له. وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسوله طاعته لهما واتباعه أمرهما، ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران،وقال سهل بن ، وعلامة حب النبيrعبدالله:
علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي حب السنة؛ وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحب السنة حب الآخرة، وعلامة حبالآخرة أن يحب نفسه، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة.
"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ"
" وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ" " قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
الْأَمَل:
" ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ"
في مسند البزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أربعة من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا). وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء.
وحقيقة الأمل:
الحرص على الدنيا والانكباب عليها، أنه قال: (نجا أول هذه الأمةوالحب لها والإعراض عن الآخرة. وروي عن رسول الله باليقين والزهد ويهلك أخرها بالبخل والأمل).
ويروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قام على درج مسجد دمشق فقال: (يا أهل دمشق، ألا تسمعون من أخ لكم ناصح، إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وأملهم غرورا. هذه عاد قد ملأت البلاد أهلا ومالا وخيلا ورجالا، فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين! وأنشد:
يا ذا المؤمل أمالا وإن بعدت منه ويزعم أن يحظى بأقصاها
أنى تفوز بما ترجوه ويك وما أصبحت في ثقة من نيل أدناها
وقال الحسن: (ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل). وصدق رضي الله عنه! فالأمل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان؛ كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة.
الْوَقْت:
" إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ"
قال ابن عباس: (أراد به النفخة الأولى)، أي حين تموت الخلائق. وقيل: الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه، ويجهله إبليس. فيموت إبليس ثم يبعث، والساعة هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة،
وروى البخاري قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس,rفي صحيحه من حديث ابن عباس أن رسول الله الصحة والفراغ».
فالوقت هو رأس مال الإنسان إن الناظر في أحوال الناس يجد أنهم تجاه الوقت على طبقات: ( من كتاب وقفات مع حفظ الوقت، سامي جاد الله)
الأولى:
من أعمالهم النافعة أكثر من أوقاتهم، ويذكر أن الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله مَرّ بمقهى، فرأى رواد المقهى وهم منهمكين في لعب الورق والطاولة وشرب المشروبات ويمضون في ذلك الوقت الطويل, فقال رحمه الله: لو كان الوقت يشترى لاشتريت من هؤلاء أوقاتهم!
الثانية:
من يشغلون جميع أوقاتهم في الركض وراء ما لا فائدة فيه، إما في علم لا ينفع أو أمور الدنيا الأخرى.
وذكر ابن القيم
قصة رجل كان يفني عمره في جمع الأموال وتكديسها، فلما احتضر قيل له: قل لا إله إلا الله. فلم يقلها، وجعل يقول: ثوب بخمسة، وثوب بعشرة، هذا ثوب جيد. وما زال هكذا حتى خرجت روحه.
و من ينفق الأيام في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر
الثالث:
من لايدرون ماذا يفعلون بالوقت؟!
قال ابن الجوزي: «وقد رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا، إن طال الليل فبحديث لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزل وسمر، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على دجلة، أو في الأسواق، فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر،.... ولقد شاهدت خلقا كثيرا لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر في الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر، ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج، ومنهم من يقطع الزمان بحكاية الحوادث عن السلاطين والغلاء والرخص إلى غير ذلك، فعلمت أن الله لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك
الْوَاقِع:
" إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ " لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ"
أصلها {و ق ع} أي وجب (وقع القول) ووقعت الواقعة أي قامت القيامة، والمراد النفخة الأخيرة. وسميت واقعة لأنها تقع عن قرب.
وقيل: لكثرة ما يقع فيها من الشدائد. وفيه إضمار، أي اذكروا إذا وقعت الواقعة. وقال الجرجاني: "إذا" صلة، أي وقعت الواقعة و ليس لوقعتها حال كاذبة، أو نفس كاذبة، فكل من يخبر عن وقعتها صادق.
السَلَامٌ:
" دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
( من مقالة بعنوان "الأمن عند الموت وبعده")دأب كثير من الناس في حديثه عن الأمن اقتصاره في ذلك على الأمن في الحياة الدنيا، وعدم التطرق عند الحديث عن الأمن عن أمن الآخرة وأهوالها، ولا عن أمن القبر ونعيمه وعذابه ولذا يحرص أكثر الناس اليوم على توفير الأمن في حياتهم الدنيا وبخاصة على النفس والأهل والمال والعرض، ويبذلون ما في وسعهم من الأسباب لتحقيق السلام والأمن والسعادة في حياتهم الدنيا. والقليل القليل منا من يوجه همه وتفكيره وحركته للفوز بالأمن الحقيقي والسلام السرمدي يوم يبعث الله من في القبور ويحصل ما في الصدور )وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ" [الروم:14]
فريق في الجنة آمنون سالمون منعمون أبد الآباد، وفريق في السعير معذبون مكروبون لا يموتون فيها، وما هم منها بمخرجين أبد الآباد. قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ" [المعارج: 28،27]
وقال سبحانه: "أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [فصلت: 40].
فأي الدارين أحق بتوفير الأمن فيها أدار الدنيا الفانية الزائلة بأفراحها وأتراحها، أم الدار الباقية السرمدية بنعيمها أو عذابها؟ لاشك أن منطق الشرع والعقل يؤثر الآخرة على الأولى. والعاقل من مهد لنفسه ليرتاح الراحة التامة الكاملة الأبدية في دار الخلد والسلام. والعاجز الأحمق من غفل عن ما بعد الموت وعن اليوم الآخر وانشغل بدنياه الفانية الزائلة عما وراءه من الأهوال والأفزاع والحساب والعذاب "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" [عبس: 34-37]،
و"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" [الحج:2].
الْمَوْت:
" أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ " " وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ" " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ"
قال العلماء:
الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته، وحيلولة بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار. والحياة عكس ذلك. وقد قدم سبحانه جلّ وعلىّ الموت على الحياة لأن الموت أقرب إلى القهر
والموت حق علينا وهو انتهاء للتكليف وابتداء للجزاء والحساب و مساءلة الملك، وضغطة القبر وظلمته؛ ثم البعث والعرض على الله جلّ جلاله، وذكره فيه إخبار للقلب بما إليه المصير، وقائم له مقام التخويف والتحذير
وقيل: الحق هو الموت وسمي حقا إما لاستحقاقه وإما لانتقاله إلي دار الحق
وفي حديث:
(إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق يجمعون الروح شيئا فشيئا حتى ينتهى بها إلى الحلقوم فيتوفاها ملك الموت).
من كان منكم مسحياً من الله فليذكر الموت والبلىوفي حديث عن رسول الله وليترك زينة الدنيا.
اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم ذكرنا بالشهادة عند منتهى الأجل وعند الاحتضار،
اللهم ذكرنا بالشهادة عند منتهى الأجل وعند الاحتضار،
اللهم ذكرنا بالشهادة عند منتهى الأجل وعند الاحتضار،
اللهم إنَّ نسألُك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل،
اللهم إنَّ نسألُك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل،
اللهم إنَّ نسألُك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل،
اللهم إنّ نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار،
اللهم إنّ نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار،
اللهم إنّ نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار،
وأخر دعوانا أن الحمد لله على نعمة وفطرة الإسلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته الأطهار وأصحابه الأبرار بإحسان إلى يوم الدار